البحرين.. جدل حول قرار منع الخمور وكاتب يصفه بـ«المنغلق» و«المتحجر»
اليوم - المنامة
في الوقت الذي وافق فيه مجلس الشورى البحريني نهاية الأسبوع الماضي على المشروع المقدم من مجلس النواب القاضي بتعديل قانون العقوبات الصادر عام 1976م ويمنع المسلمين استيراد الخمور وتعاطيها وإباحتها لغير المسلمين, وهو تعديل كان موضع جدل لفترة طويلة منذ عام 2002م, حذّر عدد من الكتّاب البحرينيين وجماعات ليبرالية من أن تمرير مثل هذا القانون ستكون له عواقب سلبية على الانفتاح الذي تتميز به البحرين كما أن من شأنه الاضرار باقتصادها.
وأوضح الكاتب أحمد جمعة في مقال نشرته صحيفة الأيام البحرينية أن تلك المطالبات والأطروحات ليست ذات مسؤولية ولا تراعي العصر والواقع والحريات الخاصة مشيرا إلى أنها ستخلف تداعيات على الاقتصاد البحريني, مبينا أن ثروة البحرين ليست في نفطها كما هي دول المنطقة بل في انفتاحها -على حد قوله-.
ولفت إلى أن المواطن البحريني العادي الذي لا يدرك مغزى ذلك التوجه يكاد يكون لا يعلم أنه لو أقفلت الفنادق وأغلقت المطاعم وعلقت الملاهي "سوف يأتي الدور على المقاهي والسينما وبعدها المنتزهات وكل شبر وزاوية في هذا البلد يتنفس فيها الانسان والمقيم والسائح".
وأضاف جمعة متسائلا:"هل يعلم المواطن (البحريني) لو أقفلت أبواب كل هذه المنافذ عدد البحرينيين الذين سيجلسون على رصيف البطالة؟ وكم أسرة ستخسر دخلها وكم عائلة سوف تتشرد؟".
وحول وجود دول لم تتأثر وأن أبواب الرزق مفتوحة قال جمعة:"نعم الدول التي لم تتأثر دخلها من النفط بمئات المليارات من الدولارات سنوياً وليس بضعة ملايين وهذه الدول التي يتحدثون عنها قد بدأت من حيث انتهينا ووضعت قطارها على سكة الانفتاح ذاته ولنا في دول المنطقة مثال".
وختم الكاتب البحريني حديثه بالقول:"يا سادة.. قبل أن تقترحوا وقبل أن تمنعوا وتصادروا وتقفلوا.. فكروا في أجيال ستتربى على الأسواق السوداء، فكروا بعدها كيف ستتلقون رواتبكم وإذا كانت رواتبكم مضمونة بحكم مناصبكم فكروا فيمن يعيش على اقتصاد حر وعلى انفتاح ترسخ منذ عقود سحيقة ولا يضر البحرين ولا ضرها في يوم الأيام مثلما هو حال دول العالم قاطبة، فإلى أين ستأخذوننا معكم ومع هذا التوجه المنغلق والمتحجر؟