بسم الله الرحمن الرحيم
وبدون أي مقدمة راح نبدأ في القصة
نـــــــــــــــــبدأ:
جلست السيدة الجليلة حكيمة، أخت الإمام علي الهادي(ع)، تحّدث ابن أخيها الإمام الحسن العسكري(ع). كانت تراقبه ولاحظت أنه يطيل النظر الى جاريتها نرجس.
فقالت له:
((اذا كانت الجارية، أعجبتك يا ابن أخي فسأرسلها إليك لتتزوجها)).
ردّ الإمام وهو مشغول البال:
((لا ياعمه، ولكني أتعجب منها، وسأحدث أبي بشأنها)).
وفي اليوم ذاته ذهبت السيدة حكيمة إلى بيت أخيها الإمام الذي ما أن رآها حتى قال:
((يا مباركة، إن الله تعالى وتبارك أحب ان يشركك بالأجر، ابعثي جاريتك المباركة، لتتزوج من ولدي الحسن)).
وهكذا تم ذلك الزواج المبارك، من الجارية المباركة، في بيت سيدة آل أبي طالب المباركة، ثم انتقل الحسن بعروسته إلى بيت والده.
اعتادت السيدة حكيمة أن تزور بيت ابن أخيها بين وقت وآخر، وذات يوم وبعد أن قضت نهارها في بيته،تهيأت للعودة الى منزلها،
لكن الإمام الحسن العسكري(ع). طلب منها البقاء قائلاً:
((أبق عندنا ياعمتي ففي هذه الليلة سيولد المولود المبارك الذي سيحي الله به الأرض بعد موتها))
التفتت عمته يمنةً ويسرةً وتسائلت:
((من ستلد هذه الليلة يابني؟))
أجاب الإمام:
((نرجس ياعمة)).
تعجبت السيدة من كلام ابن أخيها،وأقبلت تدور حول نرجس وتلمس بطنها،التي لم يظهر عليها أي من علا مات الحمل.
تساءلت السيدة مرّة أخرى:
((ولكن لست أرى فيها أي أثرٍ للحمل؟)).
أجاب الامام:
((هو ما أقول لك ياعمه، الليلة عند الفجر ستظهر عليها علامات الحمل،ولن يطل الصباح إلا ووعد الله قد تحقق،وتلد خليفته الموعود)).
استلقت السيدة في فراشها بالقرب من نرجس،تفكر بكلام ابن أخيها. وما لبثت أن غفت غفوة قصيرة استيقظت بعدها وقامت للصلاة كما اعتادت أن تفعل كل ليلةٍ.
كانت تطيل في صلاتها،ولم تنتبه إلا ونرجس قد نهضت من فراشها فتوضأت وقامت للصلاة.كان الفجر يقترب،وبدأت السيدة تفكر في ما قله لها الإمام فتساءلت:
((هاهو الفجر يقترب،ونرجس قائمة تصلي،ولم يظهر عليها مايدل على حملها؟))
فأجابها الإمام(ع):
((لا تشٌّكي بوعد الله يا عمه،ولا تتعجلي))
وما أن أنهى كلامه،حتى لاحظت السيدة اضطراب نرجس التي مسكت جانبيها وأخذت تتوجع،فركضت إليها، حضنتهاوضمتها إلى صدرها وصاحت وهي ترتجف فزعة:
((لقد ظهر ما أخبرتني به يامولاي)).
قال الإمام من الحجرة المجاورة:
((اقرأي عليها{إنا أنزلناه في ليلة القدر...}.
قادت السيدة نرجس،ووضعتها على السرير،وجلست أمامها.
في تلك اللحظة شعرت السيدة حكيمة بشيء غريب،كأن حجاب قد وضع بينها وبين نرجس فلم تعد تراها.
وما أن رفع الحجاب حتى كانت قد ولدت طفلاً طاهراً،مطهراً نظيفاً.ضمته إلى صدرها وحملته إلى أبيه المتلّهف.
قام الإمام الحسن العسكري بنحر الذبائح بمناسبة مولد ابنه المبارك، وأمر أصحابه أن يفعلو مثله.